إن كنت قد أصبحت أحد الزبائن الدائمين لعالم كمال الأجسام، فلا بدّ أن تكون قد سمعت بمكملات البرو هرمونز في مرحلة ما، أو ما يسمّى بأشباه الهرمونات. فشهرة هذه المركّبات في إعطائها عضلات أكبر وأضخم وأقوى جعلتها محطّ اهتمام لدى لاعبي كمال الأجسام ورافعي الأثقال. لذا، هل عليك استخدامها لتحصل على نتائج أفضل؟ تعرّف على ذلك في هذه المقالة.
ما هي البرو هرمونات؟ وما مبدأ عملها؟
البرو هرمونات مركّبات كيميائية تعمل كسلائف للهرمونات والستيرودات (أي المركّب الذي يسبق تكوّن الهرمونات في الجسم). باختصار، هذه الموادّ ليست ستيرودات لكنها تتحول –غالبا بعد أن تمرّ في الكبد- إلى مركبات تعمل عمل الستيرودات، وفي حالة كمال الأجسام؛ نحن نتحدّث عن التستوستيرون.
وبناءً على ما سبق؛ تعتبر البرو هرمونز من حيث عملها، في موقع وسطي ما بين الإستخدام الفعلي للهرمونات -والذي يتمثّل بالعلاج ببدائل التستوستيرون- وبين استخدام محفزّات التستس الطبيعية.
وبما أنها تتحول في النهاية لستيرودات في الجسم وتعمل عملهم، شاع استخدامها من قِبل الرياضيين الناشئين والبالغين من الرجال، والمندفعين بعقلية “الأكثر أفضل” لزيادة حجم وضخامة عضلاتهم وتحسين أدائهم.
تاريخ البرو هرمونات
كان أول استخدام لأشباه الهرمونات عام 1996 على يد الكيميائي “باتريك أرنولد”، الذي صممّ أول برو هرمون يباع في الأسواق كمكمّل غذائي. وحظي هذا المكمّل على ضجيج إعلامي بعد أن أعلن لاعب كرة السلّة الشهير “مارك ماغواير” استخدامه له، مما نتج بإقبال شديد على استخدام هذه المكملات في وسط الرياضيين ولاعبي الحديد.
بعد فترة من ذلك، تبيّن أن لاستخدام البرو هرمونات آثار جانبية صحيّة –عدا عن اعتبارها كوسيلة غشّ-، لذا ظهرت الحاجة لتنظيم استخدام هذه المركّبات قانونيا، وتمثّل ذلك بإعلان وثيقة الحدّ من استخدام أشباه الهرمونات ASCA عام 2004، والموقّعة من قِبل الرئيس الأمريكي السابق بوش.
لكن بسبب عدد من الثغرات الموجودة في ذلك الإعلان، استمرّ العديد في انتاج منتجات بمركّبات ومكونات جديدة تمكنّهم من بيع البرو هرمونات في الأسواق بدون أي إشكاليات قانونية، إلى أن تمّ إعلان وثيقة قانونية جديدة تتعلّق بالحدّ من استخدام وبيع هذه الموادّ وسدّ الثغرات الموجودة في الإعلان السابق، وذلك شهر ديسمبر-2014 بتوقيع الرئيس أوباما. مما أدى لإستحالة انتاج وبيع وشراء مكملات البرو هرمونات في الأسواق، حتى ولو بمسمّيات ومركبات جديدة.
بإمكانك رؤية ومعرفة مركّبات البرو هرمونات التي تمّ منعها بموجب الوثيقة الحديثة في هذا الرابط: https://www.govtrack.us/congress/bills/113/hr4771/text
سلبيات البرو هرمونات
لأشباه الهرمونات سلبيات عديدة ومساوئ تجعل مخاطرها تفوق فوائدها على الإنسان. و تتضمّن هذه المخاطر لكن لا تقتصر على التالي:
- تلف الكبد؛ تتسبب أشباه الهرمونات بإرهاق الكبد وربما إتلافه، فهي -على عكس استخدام الستيرودات مباشرة- تحتاج إلى أن يقوم الكبد بتحويلها إلى هرمونات، ولهذا غالباً ما يُصاحِب تناول البرو هرمونات تناول مكملات غذائية لحماية الكبد وخفض الكولسيترول وضغط الدمّ والدهون في الدمّ.
- الحاجة لدعم علاجي بعد تناول أشباه الهرمونات، وذلك لأنه عندما تتناول هذه الموادّ، يعتاد جسمك على الحصول على التستس من خارج الجسم، ويقل انتاجه طبيعياً داخل الجسم، وبالتالي ستحتاج إلى مكملات محفّزة للتستس بعد انتهاءك من أخذ أشباه الهرمونات.
- نمو ثديين عند الرجال، أو ما يعرف بالـ Gynecomastia، وذلك بسبب خلل في توازن نسبة هرمون الإستروجين (وهو هرمون أنثوي) إلى هرمون التستس في الجسم بعد التوقف عن أخذ البرو هرمونات.
- ارتفاع الكولسترول.
- قد تؤدي كذلك لارتفاع ضغط الدمّ، والصداع والدّوار، بحيث تختلف شدّة ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر.
- تعطي البرو هرمونات نتائج مشابهة لتلك التي تنتج عند فحص الرياضي بحثاً عن وجود الستيرودات في جسمه، لذا قد تتسبب في طرد اللاعب ومنعه من المشاركة في المنافسة الرياضية، وجهل المُشارِك بهذه القوانين لن يمنع طرده.
إذن، هل البروهرمونات طريقة مناسبة لاكتساب المزيد من العضلات؟
الجواب هو لا.
فبناءً على السلبيات المذكورة سابقاً، استنتجت العديد من الأبحاث أن المخاطر المتأتية من استخدام البرو هرمونات تتخطّى فوائدها على بناء ونمو العضلات، عدا عن كونها غير قانونية الآن.
من الجدير بالذكر أيضاً أنه مالم تَكُن أنت لاعب كمال أجسام محترف جداً، فإن الفوائد التي ستحصل عليها من استخدام البرو هرمونات لا تتعدّى تلك التي يمكنك الحصول عليها بمجرّد اتباعك لنمط حياة صحّي وممارسة التمارين بالنتظام.